( الهروب من السلطة ) ( الهروب من السلطة )
كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من
بعده قائلا : ( لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض ) وأشار الجميع الى عبد الرحمن
في أنه الأحق بالخلافة فقال :
( والله لأن تؤخذ مدية فتوضع في حلقي ، ثم ينفذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب إلي
من ذلك )
وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي
أعطاه إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ، فاختاروه ليكون الحكم بينهم
وقال له علي كرم الله وجهه :
( لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفك بأنك أمين في أهل السماء ،
وأمين في أهل الأرض ) فاختار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ( عثمان بن عفان )
رضي الله عنه للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره .
( وفاته )
في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه رضي الله عنه وأرادت أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها أن تخصه بشرف لم تخص به سواه ، فعرضت عليه أن يدفن
في حجرتها الى جوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله
عنهما ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن
مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه وكان يتمتم
وعيناه تفيضان بالدمع :
( إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال )
ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرهفت أذناه للسمع كما لو كان
هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما وعده الرسول صلى الله عليه وسلم :
" عبد الرحمن بن عوف في الجنة "